آلام الحوض أمر متداول بين النساء، وتعتبرها الكثيرات آلام طبيعية ويتجاهلونها، لكن هذه الآلام قد تكون مؤشر لخطر على الجهاز التناسلي لدى المرأة.
وقد تُسبب أحيانًا العقم لا قدر الله، فما هي آلام الحوض المعروفة ومتى نعتبر هذه الآلام خطرًا ويجب عندها زيارة الطبيب المختص، وما أسباب هذه الآلام وكيفية علاجها،، ننصحكم بقراءة المقال التالي.
كيف نصنف آلام الحوض؟
آلام الحوض هي أعراض شائعة جدًا عند النساء كما ذكراستشاري الأمراض النسائية “د. غسان لطفي” في بداية حديثه، ويمكن تقسيمها إلى:
- آلام الحوض الأولية.
- آآلام الحوض الثانوية.
فعند بلوغ النساء عمر البلوغ واستقامة وظيفة الحيض، تبدأ آلام الحوض وتكون طبيعية في حال استمرت لفترة زمنية قصيرة تقل عن 6 أشهر.
ولكن تبدأ هذه الآلام وتصبح في خانة الآلام غير الطبيعية في حال استمرت لفترة أطول من ستة أشهر، أو إذا لم تستجيب لمسكنات الآلام التي عادة ما تستعملها الفتيات في عمر التورد الطبيعي.
أسباب آلام الحوض
الآلام هي إشارة ويمكن أن تكون المسببات لها مختلفة كليًا، فآلام الحوض النسائية التي لها علاقة زمنية وكمية مع آلام الدورة الشهرية هي طبيعية.
لكن آلام الحوض المؤلمة والمتكررة والتي يمكن أن تؤدي إلى أمور صعبة لصحة المرأة هي انتباذ البطانة الهاجرة وهو مرض يصيب نسبًيا واحد من كل عشرة نساء في سن التكاثر.
ومن الأسباب الأخرى كذلك الالتهابات الحوضية التي تأتي في الدرجة الثانية والثالثة وتكون مرتبطة بالزواج والفترة التي تصبح المرأة فيها عرضة للالتهابات بجميع أشكالها، وهناك أسباب أخرى أقل نسبيًا والتي تكون متعلقة بآلام القولون، وهذه الآلام لا ترتبط بالدورة الشهرية وآلام الحوض.
وكذلك الغذاء قد يكون سبب لهذه الآلام كتناول اللحوم المرتفعة في نسبة الدهون، بالإضافة إلى الزيادة من كمية الكافيين والتدخين وكذلك الكربوهيدرات، ويجب أكل الفواكه والخضروات بجميع أنواعها للحد من هذه الآلام والمشاكل وكذلك الأسماك.
مدى ترابط هذه الآلام بالعقم
آلام الحوض المزمنة والتي تستمر لفترات طويلة إذا كان سببها انتباذ البطانة الهاجرة أو الالتهابات الحوضية، يُمكن أن تؤثر على أمرين:
- التركيب العضوي للجهاز التناسلي عند المرأة، فهذه الآلام تكون تعبير عن نوع من الضرر الذي يحصل في التواصل الطبيعي ما بين المبيضين والرحم عن طريق القناة الفالوبية.
- الالتهابات التي يمكن أن تؤثر بشكل التصاقات والتي أيضًا تؤثر على القنوات الفالوبية وتمنع تواصل المبيضين مع الرحم.
أعراض أمراض الحوض
الألم بحد ذاته هو عارض أساسي، فيجب التركيز على أن الألم ليس شيء طبيعي، فنحن في ثقافتنا العربية نتعامل مع آلام الحوض على أنه شئ طبيعي ومتعارف عليه يجب أن تقبل به الفتاة.
وقد تظهر بعض الأعراض الأخرى مثل غزارة الدورة الشهرية وتواردها بشكل أكبر من 4-5 أيام، ويجدر الاشارة إلى أن آلام الحيض الأولى تأتي من سن البلوغ وتستمر لعمر سنوات، لكن يوجد آلام الحوض الثانوية التي تأتي بعد الحمل والولادة.
ويجب العلم أن المسكنات والتوقف عن الانتاجية ليست حل، فيجب التوجه للاستشارة الطبية ومعرفة ما إذا كان هذا الشيء طبيعي أم لا.
علاج آلام الحوض
العلاج الأساسي يكون بمنع الدورة الشهرية وجميع مكوناتها من غزارة الدورة أو تأثيرها على الجهاز التناسلي عن طريق العلاج الهرموني، والعلاج الهرموني هو علاج وقتي لحين وصول المرأة إلى فترة الحمل والولادة.
ويقوم الطبيب المختص بفحص المريضة ومعرفة تاريخ الأعراض وتواردها مع فترة الحيض ونوعية الطعام والنشاط التي قامت به المرأة.
وكذلك يقوم بعمل التصوير الصوتي والسونار وهذا يؤدي في بعض الحالات لتشخيص ما إذا كان يوجد تكيسات على المبايض أو تقرحات في عضلة الرحم، وأخره التدخل المباشر عن طريق منظار البطن الذي يعطي النتيجة النهائية، والتعافي في عمليات المناظير يكون سريع ويمكن المرأة من الرجوع لممارسة حياتها بشكل طبيعي سريعًا.
هل كثرة الإنجاب تؤثر على الحوض؟
زيادة التوالد والانجاب يؤثر على عضلة الرحم بحيث أن كثير من النساء بعد اتمام العائلة يتعرضن لمشاكل أخرى مثل النزيف الحاد أثناء الدورة وزيادة الآلام التي تنتج عن تضخم وتضرر عضلة الرحم، فيجب التوازن والاعتدال في عملية الانجاب.
وأنهى ” د. غسان لطفي” حديثه بأن أي عملية جراحية لها مضاعفات وتأثير على صحة وسلامة المرأة، وبالتالي يجب دائمًا التساؤل عن ضرورة العملية وسبب إجرائها ومن يجريها.
وأخيرًا فالوقاية خير من العلاج، والرسالة الأساسية للأمهات هو عدم التغاضي عن أعراض الفتيات وتقيمها وزيارة الطبيب وسؤال الطبيب قبل أخذ أي علاج كيميائي.