كيف هو الحال بك عزيزي القارئ فيما لو قمت بالسلامة من عملية جراحية، ثم بعد أن تلقيت التهاني من كل أصحابك وجيرانك ومعارفك، وبعد أن شممت كل الورود التي جاءت بمناسبة شفائك، وأكلت كل قطع الشوكولاتة التي أهديت إليك، تفاجأت باتصال من المستشفى الذي أجريت فيه العملية يطالبونك بالعودة إليهم لأمر بسيط!
ثم بعد العودة إليهم لأجل الأمر البسيط هذا يخبرك موظف العلاقات العامة أنه لا شيء يستدعي القلق وكل ما في الأمر أن الطبيب الموقر قد نسي فقط في بطنك مقصه الخاص، وأن المشكلة ليست في نسيانه هناك ولكن لأن هذا المقص هو عهدة على الطبيب، لذلك فعلينا أن نقوم بعملية أخرى لفتح بطنك لاستخراجه، فإدارة المستشفى قد تطالب الأطباء بالعهد المجرودة عليهم، ولو لم يكن الأمر كذلك لرافقك المقص بقية حياتك!
لو كنتُ صاحب الموقف السابق لما ظننت أن قدمي ستواصلان الوقوف حتى ينتهي هذا الموظف من ترهاته تلك، ولا أظنهم سيحتاجون إلى أي جرعة بنج أخرى في عمليتهم الثانية! فكلام الموظف يكفي للدخول في غيبوبة تامة لمدة أسبوع كامل!
هذا ما حصل بالضبط مع «كارلين شامبرز» التي استدعاها المشفى مرة أخرى يطالبها بالعودة من أجل استخراج إسفنجة طولها نحو 33.3 سنتيمترا من حوضها بعد عملية ولادة أجريت لها هناك!
وذكرت صحيفة ميامي هيرالد أن «كارلين شامبرز» التي أجرت عملية قيصرية في ذلك المستشفى قد «طامرت» يمينا وشمالا من أجل حقها الذي تظن أنها تستحقه! فقد رفعت تلك المرأة دعوى ضد المستشفى والطبيب وضد جمعية الأطباء النسائيين في المدينة، وقضت المحكمة الأمريكية في ولاية فلوريدا بتعويض تلك السيدة بمبلغ قدره 2.4 مليون دولار! أخذتها وهي تردد «ما ضاع حق وراءه طلابه»!
أما أنا وفي حالة قام المشفى مشكورا بإزالة مقصهم اللعين من بطني المسكين، فأظن أن أكثر شيء قد أقوم به هو حفلة أخرى بمناسبة سلامة بطني، ويبدو أن ما سأفعله هو عين العقل لأنه وفي حال «مطامرتي» لليمين ولليسار كما فعلت السيدة «شامبرز» فلن أجد أكثر من كلمة «آسف» وإنذار شديد اللهجة لطبيبي المحنك!
بقلم: ماجد بن رائف
وبالمقترحات كذلك: