الودود صيغة مبالغة من الود وهو كثير الود. والود المحبة. يقال وددت فلاناً إذا أحببته. ويأتي على معنيين، في أتي بمعنى فعول بمعنى فاعل، والمعنى الذي يود أنبياءه ورسله وعباده الصالحين ويحبهم.
معنى اسم الله الودود
ويأتي بمعنى فعول بمعنى مفعول أي المحبوب الذي يتودد إليه أنبياؤه، ويتودد إليه عباده سبحانه وتعالى، فهو جل وعلا المتودد لعباده، المحب لهم سبحانه وتعالى، الذي من محبته لعباده ومن رحمته بهم أن أكرمهم، وأعطاهم، ورزقهم، ورحمهم سبحانه.
قال الله جل وعلا في ذكر هذا الاسم “واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود” وقال جل وعلا “وهو الغفور الودود”.
ومن لطائف الاقتران هنا أن الله جل وعلا قرن بين اسم الودود، وبين اسم الغفور، وقرن بين اسم الودود مع اسم الرحيم.
قال بن القيم – رحمه الله – :وما ألطف اقتران اسم الودود بالرحيم وبالغفور، قال: فإن الرجل قد يغفر لمن أساء إليه، وكذلك قد يرحم من لا يحب.
وأما الرب جل وعلا فيغفر لعبده إذا تباب إليه ويرحمه ويحبه سبحانه وتعالى، فإنه يحب التوابين.
فإذا تاب إليه عبده أحبه ولو كان منه ما كان. إذن نتعبد لله جل وعلا بهذا الاسم بأن نتودد إليه، وأن نتقرب إليه، وأن نحبه سبحانه.
وأعظم ما تحقق به محبة الله جل وعلا أن تتبع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم “قل إن كنتم تحبون الله فاتبعون يحببكم الله”.
وكما ذكرنا فليس الشأن أن تحب، فإن كثيراً من الألسن تلهج بأننا نحب الله، لكن الشأن كل الشأن أن يحبك الله جل وعلا. كيف يحبك الله؟ باتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم “فاتبعون يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم، والله غفور رحيم”.
كذلك التودد له بالأعمال الصالحة والتقرب إليه بإصلاحها واستقامتها له جل وعلا، فهو المستحق للعبادة سبحانه.
معنى اسم الله الجواد
الجواد سبحانه وتعالى. قال صلى الله عليه وسلم “إن الله جواد يحب الجود، ويحب معاني الأخلاق، ويكره فسفاسفها”.
قال بن القيم: وهو الجواد، فجوده عم الوجود جميعها بالفضل والإحسان، وهو الجواد فلا يخيب سائلاً ولو أنه من أمة الكفران.
الله جل وعلا جواد، يكرم سبحانه وتعالى، وجوده جل وعلا يتضمن التوسعة على عباده من فضله، أن يغمرهم إحساناً وفضلاً، ويتم عليهم النعم.
وكذلك يتضمن اسم الجواد ما يعطيه الله سبحانه وتعالى في الجنة من النعيم المقيم، مما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
ومن جوده سبحانه وتعالى أنه عم بجوده أهل السموات والأرض، وأنعم عليهم بالنعم الكثيرة. فنتعبد لله بهذا الاسم بسؤاله وطلب الحاجة منه، وبأن لا يقابل الإنسان فقراً.
إن دعا الجواد الكريم فلا يخاف فقراً، ولا يخاف نقصاً، فهو الجواد الكريم سبحانه.