صور حب واشتياق - موقع المزيد

الحب والاشتياق

عندما يعجز اللسان أن يصف ما يحتويه القلب من مشاعر، وتعجز الأسباب عن الوجود فلا تجد تفسير لما تشعر به ويحتويه قلبك غير كلمة واحدة وهي الحب فهذا هو الحب، وهنا صور حب واشتياق لك ولمن تعشق. عندما تكون رؤية من تحب أشبه بنسمة الهواء في الصيف ولحظات الدفء في الشتاء فهو الحب، عندما لا يعرف الملل والضجر طريق لقلبك مع تلك المشاعر ولا ينتابك الكلل ولا الضجر بل يملأ قلبك الأمل والتمني فهو الحب.

بداية الحب إعجاب ولهفة ودهشة وخفقة قلب ونهاية الحب هو ألا يكون لهذه اللهفة نهاية أبداً، فالحب يبدأ فلا ينتهي بل يستمر يكبر ويكثر ويفيض بالعطاء الذي لا حدود له عطاء معنوي قبل أن يكون مادي عطاء من الروح والوقت، والإيثار على النفس والحنان الغير محدود، والوفاء الذي لا يدفع للخيانة ولو بالتفكير أو بمجرد نظرة، فلا سبيل إلي ذلك أبداً لأن القلب والعين يستحوذ عليهم شخص واحد فلا يستحسن الحب إلا له ولا يدق القلب إلا بالنظر في عينيه.

وللحب أنواع كثيرة، وطرق شتى، وطريقة التعبير عنه تختلف من شخص لآخر وتختلف من فتاة لشاب ومن رجل لإمرأة، ومن صديق لصديقه وبين أم وولدها وأب وولده وبين تلميذ ومُعلمه وطالب ومدرسه فهناك حب يغلب عليه التملك والأنانية، وحب يفتح لك الأبواب ويدعوك إلى الإنطلاق وكأنك تملك العالم بأسره وتضم الدنيا بين يديك، وهناك حب لابد معه من بعض القسوة والشدة وحب يكفيك عن العالم بأسره فلا تشعر أنك معه نحتاج لشئ أو لشخص آخر، وحب يملأ روحك وقلبك بالحب لسائر البشر فلا يفيض قلبك على من حولك إلا بالحب.

والحب لا يقتصر معناه ومفهومه فقط على العلاقة بين بين الرجل والمرأة ولكنه أعم وأشمل من هذا بكثير، يمكن لأي شخص أن يرى الحب أينما أراد قلبه أن يراه في الدنيا بأكملها في الوطن الذي نعيش على أرضه وتحت سمائه، في عطاء الأم الذي لا ينتهي ولا يساويه أي عطاء من أي شخص آخر واستمداد الأمان من الأب الذي يعطي القوة والثقة بالنفس منذ الصغر، في إرشاد الأخ الكبير لأخيه الصغير وخوفه عليه من الوقوع في الخطأ أو التعرض للأذية بسبب آخرين وفي صداقة الأخت لأخيها وحفظها لأسراره ونصحه وأيضاً خوفه هو عليها وغيرته كأنها أغلي ممتلكاته في الحياة، وصلة الرحم بين الأقارب في وجودهم دائماً في لحظات الحزن والفرح في إمدادهم ومساندتهم لبعضهم البعض دون انتظار مقابل ودون التفكير في العائد.

الحب في الأشياء أيضاً ومعها يمكن أن ترى الحب، فالكثير من الأماكن نزورها لمرة واحدة ولكننا نقع معها في الحب فنشتاق إليها كأنها صديق أو حبيب ويغلبنا الحنين ويشدنا إليها فلا نكف عن تذكرها بإستمرار وزيارتها من وقت لآخر، الحب في لعبة تجمع بين مجموعة من الأصدقاء، في كوب شاي مع نسيم الصباح الحب في كل الأشياء وأبسط الأشياء يمكنك أن تراه دائماً فيما تشاء وكيفما تشاء.

عن الحب لا يمكن أن أقول غير أنه موجود دائماً وأبداً في كل الأماكن وداخل كل القلوب وفي عيون كل شخص ولكن له طرق وسبل متفرعة وكثيرة وعليك أن تعرف طريق كل من حولك بالإستماع إلى عينيه والإنصات إلى قلبه وإطلاق العنان لقلبك أنت كي يرى ببصيرته لا ببصرك وبفطرته لا بما عشته من تجارب في الحياة، بكل جوارحكم حبوا فالحب إنقاذ من السوء وأمل ونور في الظلام، ولا سبيل لشفاء جميع أمراض القلب من حقد وكره سوى بالحب.