خطبة ماذا بعد رمضان يكون لها أثرٌ كبيرٌ في نفوس المسلمين الذين لم يلبثوا أن ودَّعوا الشهر المبارك منذ أيام؛ خطبة أول جمعة في شهر شوَّال هي من الأهميَّة بمكان، حيث يكون المسلم في فترة انتقالية صعبة على النفوس؛ فيجب أن يكون هناك من هو بمثابة أداة تنبيه وتذكير بما قد كان من المسلمون في هذا الشهر الفضيل وما يجب عليهم أن يستمروا عليه بعده.
إن خطبة المداومة على الطاعة بعد رمضان يجب أن تكون مُباشَرة من قلب الإمام والخطيب إلى قلوب الحاضرين لصلاة الجمعة حتى يكون الوعظ والإرشاد والتوجيه مباشرًا من القلب للقلب، ومن ثَم يستقبله العقل بحِكمة ورويَّة.
وقد نكون سمعنا من قبل خطبًا بعناوين مختلفة في المساجد التي اعتدنا الصلاة فيها وحضور خُطَب الجمعة فيها؛ موضوعات شبيهة مثل: خطبة حال الناس بعد رمضان – خطبة عن علامات قبول الطاعة بعد رمضان – خطبة وقفات بعد رمضان.. وغير ذلك من العناوين القريبة المعنى والمضمون؛ لكِن ماذا تركت هذه الخُطَب في نفوس المسلمين؟
نحن هنا لا لتثبيط عزائِم الخطباء، لكن لنزوّدهم بخطبة قويَّة ومؤثرة أُخرى لنفس الموضوع؛ عنونَّاها بـ: خطبة ماذا بعد رمضان. نسأل الله ﷻ أن ينفعنا بها وإيَّاكُم.
مقدمة الخطبة
إن الحمد لله ﷻ؛ نحمده، ونستعينه ونستغفره. ونعوذ بالله ﷻ من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.
من يهده الله ﷻ فلا مُضِل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ﷺ.
أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد ﷺ، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
الخطبة الأولى
أما بعد عباد الله، فقد رحل عنا رمضان؛ شهر الصيام والقيام، وشهر الدعاء والقرآن، وشهر الرحمة والغفران، وشهر العِتق من النيران، وشهر الطاعة والإيمان.
فنحمَد الله ﷻ أن بلغنا هذا الشَّهر، ونحمد الله ﷻ أن أعاننا على صيامه، ونحمد الله ﷻ الذي وفقنا لقيامه، ونحمد الله ﷻ الذي استعملنا في طاعته؛ فهو صاحِب الفضل والمَنّ؛ هو الذي هدى، وهو الذي وفَّق، وهو الذي أعان. فله الحمد كله وله الشكر كله.
كان الناس في رمضان يتسارعون إلى طاعة الله ﷻ، وكانوا يتسابقون إلى مرضاته. فكانت المساجِد عامرة، وبالمصلين مملوءة. وكانت الألسُن ذاكرة، وللقرآن تالية. والأجساد في جوف الليل بين يدي الله قائِمة. وهناك أعين من خشية الله ﷻ دامِعة. والناس مُقبلون على طاعة ربهم ﷻ، يتسارعون ويتنافسون طلبًا لمرضاته، وطمعًا في مغفرته، وأملا في عِتق رقابهم من ناره وعذابه.
العبد الذي أعانه الله على الصيام والقيام ووفَّقه لطاعة الرحمن ينبغي عليه أن يحمل هَمّ قبول الأعمال، لأن الصيام إذا لم يُقبل عند الله؛ فما الفائدة فيه؟ ولأن القيام إذا لم يكن مقبولا عند الله؛ فما حظ العبد مِنه؟ ولأن تلاوة القرآن إذا لم تكن مقبولة عند ربنا ﷻ؛ فما الهدف؟ وما هو الذي تحصَّل عليه العبد؟
إذا لم تُقبل الأعمال؛ كانت كأنها سراب في سراب، وكانت يوم القيامة كأنها هباءً منثورا. فالعبد بعد العمل وبعد إحسانه وإتمامه، وبعد إتقانه وإكماله، ينبغي عليه أن يحمِل هَمّ قبول العمل.
كان السلف الصالح =رضي الله ﷻ عن جميعهم= يسألون الله ﷻ قبل رمضان بسِتة أشهرٍ أن يبلغهم رمضان؛ فإذا ما أدركوه، وصاموه وقاموه؛ وقع عليهم الهَمّ: هل قبل الله ﷻ منهم؟ أم رد الله ﷻ عليهم؟
فينبغي على العبد أن يكون أشد اهتماما بقَبول العمل، أشد اهتماما منه بالعمل. لأن الله ﷻ إنما يتقبل من المتقين. قال فضالة بن عبيد: والله لو أعلم أن الله ﷻ قبِل مني مثقال حبَّةٍ من خير أحب لي من الدنيا وما فيها؛ لأن الله ﷻ يقول ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.
والله لو أعلم أن الله قبِل مِنّي صيام يوم، أحب إليّ من الدنيا وما فيها. والله لو أعلم أن الله ﷻ قبِل مِنّي قيام ليلة، أحب إليّ من الدنيا وما فيها. والله لو أني أعلم أن الله ﷻ قبِل مِنّي سجدة، أحب إليّ من الدنيا وما فيها. والله لو أعلم أن الله قبِل مِنّي آية من كتابه لهو أحب إليّ من الدنيا وما فيها؛ لأن الله قال ﴿إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ﴾.
فالعبد بعد العمل، وبعد إتقانه، وبعد إكماله وإحسانه، ينبغي أن يُشْغَل بأمر قبول الأعمال، حتى ينتفع بالعمل غدا بين يدي الله ﷻ.
ماذا بعد رمضان؟
أعظم العلامات وأفضل العلامات التي تدل على أن الله قَبِل منك العمل هو الثبات والمداومة والاستقامة على العمل الصَّالح؛ فهذا من أفضل وأجَلّ العلامات؛ أن صيامك الله مقبول، وأن قيامك عند الله مقبول، وأن عملك عِند الله ﷻ مقبول.
الله ﷻ لمّا خلقنا، أمرنا ﷻ بعبادته، وقال لنبيه ﷺ ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾. يعني لا تصلي في رمضان فقط، ولا تصوم في رمضان وحسب، ولا تفعل الخير في رمضان، فإذا انقضى رمضان انقضت الأعمال؛ فلا صلاة ولا صيام، ولا قرآن ولا قيام، ولا ذِكر ولا دعاء ولا استغفار؛ وإنما خلقنا وأمرنا بالعبادة حتى الموت، لا حتى ينتهي رمضان، كما يفعل الرمضانيون الذين لا يعرفون لله حقا إلا في رمضان، ولا يصلون إلا في رمضان، ولا يصومون إلا في رمضان؛ فإذا ما انقضى رمضان لا تراهم في صلاة، ولا ترى لهم صياما، ولا ترى لهم مسارعة إلى فِعل طاعة وخير؛ وإنما ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ﴾؛ داوم على عبادته، واثبت على طاعته، وداوم على مرضاته؛ أبدًا ما أحياك، حتى تلقى وجه ربك الكريم، كما قال الله ﷻ لنبينا محمد ﷺ.
ورب رمضان، هو رب بقية الشهور والأعوام والأزمان، فمن عَبَدَ الله في رمضان، وكان في العبادة مجتهدا وعلي الطاعة مقبلا، فليشَمّر وليداوم وليثبت؛ لأنها من أعظم علامات القبول.
الثبات على الطاعة بعد رمضان
النبي ﷺ، إمامنا؛ علَّمنا ﷺ كيف يكون الثبات بقوله وفِعله. وهو لنا فيه الأسوة والقدوة، ﷺ. فكان يقول في دعائه ﷺ «اللهم إني أسألك الثبات في الأمر»، أي أسألك الثبات على هذا الدين، «وأسألك الدوام على طاعتك يا رب العالمين». فكان يرجو من الله ﷻ أن يكون دائما وأبدا على الدين ثابتا، وفي الطاعة منتقلا ومتقلبا، «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، «يا مصرف القلوب صرف قلبي على طاعتك». وهو إمام الدنيا في الطاعة والعبادة، ﷺ.
وكان ﷺ، إذا عمل عملا أثبته؛ يعني داوم عليه، ولزمه، وجعله ثابتا غير متروك؛ لا يتركه أبدا، لا حضرًا ولا سفرا، ولا حربا ولا سلاما. وإنما كان يداوم عليه أبدا ﷺ.
وكان عمله ديمة، يعني يداوم عليه أبدا ﷺ.
وعلَّمنا؛ قال «أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قَلّ»، لأن بالمداومة على الطَّاعة حتى ولو كانت قليلة تدوم الصِّلة بينك وبين الله، وتدوم العلاقة بينك وبين ربك ﷻ. والقليل مع الأيام يكون كثيرا عظيما.
وكان إذا فاته قيامُ الليل ما تركه، وإنما صلاة بالنهار ثنتي عشرة ركعة.
وكان إذا مرض، أو أصابه الكسل صلّى قيام الليل جالسا ﷺ.
إمامكم، نبيكم، حبيبكم ﷺ؛ يعلمنا ويرشدنا أنه يجب علينا الثبات والمداومة ولزوم الطاعات أبدًا حتى نلقى وجه ربنا الكريم.
حال الناس بعد رمضان
والله إن العين لتدمَع، وإن القلب ليحزَن، وإنا على حال كثير من أُمَّة محمد بعد رمضان لمحزونون لمحزونون.
قارِن بين حال العباد، وأنت ترى ذلك بعينيك جليًا، ظاهِرا واضِحا بيّنا، لا يحتاج إلى كلام. ترى الناس في رمضان يتسارعون إلى الطاعات؛ مساجد مملوءة، بيوت الله عامرة، ألْسِنة ذاكرة، قيام بين يدي الله في الليل في أوله أو في آخره؛ وبعد ما ينقضي رمضان، ومع فجر أول يوم من شوال، إذا بك ترى الناس في صلاة الفجر، أين ذهب الناس؟ أين الناس في الصلوات الخمس؟ أين الناس الذين كانوا يقومون الليل؟ أين الناس الذين كانوا يتعبدون بالقراءة؛ تلاوة وتدبرا، أين هم؟ أين الذين كانوا يتسابقون في فِعل الخيرات؟
وكأن ما أمرنا بالطاعة إلا في رمضان، ولا أمرنا بالعمل الصَّالح إلا في رمضان، ولا أمرنا بالعبادة والإقبال عليه إلا في رمضان.
عبد الله؛ كُنت في رمضان تحافظ على الصلوات الخمس شهرًا كاملا في ليله ونهاره، وهذا يدل على أن فيك خيرا، وعلي أنك تقدر على الثبات والدوام. فما الذي غيَّبك عن بيت الله؟ وما الذي أخَّرك عن الصلاة؟ وما الذي جعلك تتكاسَل عن فريضة الله؟ مع أنك كنت تحرِص على الصف الأول تارة، وتحرص على تكبيرة الإحرام تارة؛ فلا تحرم نفسك الخير، وداوم على الصلاة ما أحياك الله. فأول ما يُحاسب عليه العبد من عمل، إذا صلحت صلح سائر عمله، وإذا فسدت فسد سائر عمله.
ولا حظ في الإسلام لمن ضيَّع الصلاة. من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع. ألا إنه لا إيمان لمن لا صلاة له. العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة؛ كما قال رسول الله ﷺ.
ألا تقدِر على المداومة؟ إلا تقدِر على الثبات؟ والله إنك لتقدر، والله إنك لتستطيع. والدليل على ذلك أنك مكثت شهرا كاملا، من أوله إلى آخره، ثابتا على طاعة الله، وعلى عبادته. فاثبت وداوم، وأرِ الله ﷻ من نفسك خيرا.
عبد الله؛ يا من كنت تصوم رمضان مع شِدة الحر والعطش، وكنت تصوم تحتسب الأجر والثواب عِند الله؛ أتظن أن الصيام لم يُشرَع لنا إلا في رمضان، فإذا ما انتهى رمضان فلا صيام؟
إن الثبات على الصيام بعد رمضان دليل على قبول الصيام مِنك.
وشرع لنا رسول الله ﷺ أن نصوم سِتا من شوال، «من صام رمضان، ثم أتبعه ستا من شوال كان كمن صام الدهر»، لأن الشهر بعشرة أشهر، والستة أيام بشهرين؛ كان كصيام العام.
يريد أن يقول لنا وأن يعلمنا أن الصيام لا ينتهي بانتهاء رمضان ولا ينقطع بانقضاء رمضان. «إن من صام يوما في سبيل ربه باعد الله ﷻ النار عن وجهه سبعين خريفا»، كما قال أمامكم ونبيكم ﷺ.
وكان يقول «أحب الصيام إلى الله بعد رمضان شهر الله الذي تدعونه المحرم».
- فكان يصوم شعبان إلا قليلا، «شهر تُرفع فيه الأعمال إلى الله».
- وكان يصوم الإثنين والخميس.
- وكان يصوم ثلاثة أيامٍ من كل شهر.
- وكان يصوم عاشوراء.
- وكان يصوم التسع الأول من ذي الحجة.
- وكان يصوم يوم عرفة.
وكان يُكثر من الصيام، وقال «أحب الصيام إلى الله صيام داوود، كان يصوم يوما ويفطر يوما».
فيا من صُمت رمضان كاملا، لماذا انقطعت عن الصيام؟ ولماذا تركته؟ عليك بالصيام، ستا من شوال؛ في أوله، أو في آخره أو في وسطه؛ متتابعة أو متفرقة؛ لا حرج. المهم أن تكون في شهر شوال.
يا عبد الله؛ يا من كنت تقوم الليل شهرا كاملا، تنتصِب بين يدي الله ﷻ، وكُنت تحرِص على ألا تخرج من المسجد إلا بعد سماع الإمام وانتهاء صلاتك حتى تُؤجر أجرًا عظيما، أتظن أن القيام قد انقضى بانقضاء رمضان؟ هل كان النبي الأكرم والإمام الأعظم ﷺ لا يقوم إلا في رمضان؟ بل كان يقوم على الدوام؛ في رمضان وفي غير رمضان، حتى تورَّمت قدماه ﷺ.
من منا عباد الله منذ أن انتهى رمضان، إلى يومنا هذا، كان يصلي بالليل إحدى عشرة ركعة سُنَّة عن رسول الله؟ فإن كانت عليه كثيرة وكان يستطيعها في رمضان، فمن مِنا قام الليل ولو بركعتين خفيفتين يسيرين إعلانا أنه ثابتٌ على طاعة الله، وأنه مداومٌ على مرضاة ربه ﷻ؟
مِن أعظم علامات القبول: الثبات على الطاعة والعبادة بعد رمضان. نسأل الله ﷻ أن يثبتنا على طاعته، وعلى مرضاته، وأن يوفقنا لعبادته.
أقول قولي هذا، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وإمامنا محمد، ﷺ.
هنا أيضًا: خطبة عيد الفطر مشكولة – مكتوبة جاهزة ومنقَّحة
الخطبة الثانية
الحمد لله وحده، وصلاة وسلاما على من لا نبي بعده؛ إمامنا ونبينا محمد ﷺ، وعلى من تبعه وسار على نهجه إلى يوم الدين.
أما بعد، عباد الله، قال أهل العلم: لا تنقضي الأعمال الصالحة للعبد إلا بانقضاء أجله، وإلا بخروج روحه. وما دام في الجسد روح فلا تنقطع الأعمال عن العبد أبدا، ما دام مكلفا.
وقفات بعد رمضان مع القرآن
القرآن عباد الله، كنا نسمع للناس دويٌّ كدوي النحل بالقرآن، يقرءون ويرتلون في رمضان، ثم بعد ذلك هجر بعض الناس القرآن، ووُضِع مرَّة ثانية ليعلوه التراب.
منا من لم يقرأ آية واحدة منذ أن انتهى رمضان إلى يومنا هذا. وكان يقرأ في رمضان جُزءا كامِلا أو أكثر أو أقل، وبعد رمضان لا يقرأ حتى ورقة واحدة، بل حتى ولو آية. مع أن القرآن هو عزكم، وهو شرفكم، وهو سبب رفعتكم، وهو قائدكم إلى الجنة.
والخير كله في كلام الله رب العالمين، لو جعلناه خلف ظهورنا، وهجرناه؛ كان حجة علينا بين يدي الله ﷻ. ولو قرأناه وتدبرنا فيه، وعملنا بما فيه؛ كان حجة لنا، وكان قائدا لنا، وكان شافعا لنا يوم العرض على الله.
فيا من هجرت القرآن وقد كُنت تقرأ؛ داوِم على القراءة، واثبت على القراءة ما أمكنك، وأحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل.
الانتكاسة بعد رمضان
قال النبي ﷺ، لعبد الله ابن عمرو «يا عبد الله، لا تكن مثل فلان؛ كان يقوم الليل، فترك قيام الليل!»؛ والحديث في صحيح البخاري. فحذَّره النبي ﷺ أن يتأسّى بمن يفعل الطاعة وقتا ثم بعد ذلك يترك.
فيا عبد الله، يا من بلَّغك الله رمضان؛ وكنت فيه محافظا على الصلاة، لا تكن مثل فلان الذي ترك قيام الليل، فتتركه. يا عبد الله، لا تكن مثل فلان الذي كان يصلي الخمس في جماعة، فترك. ويا عبد الله لا تكن مثل فلان الذي كان يصوم رمضان، فترك. ويا عبد الله لا تكن مثل فلان الذي كان يقوم بين يدي الله بالليل، فترك. ويا عبد الله لا تكن مثل فلان الذي كان يقرأ القرآن في رمضان، فترك. ويا عبد الله لا تكن مثل فلان الذي كان يتصدق في رمضان، فترك. ويا عبد الله لا تكن مثل فلان الذي كان يعمل الطاعة والعبادة والخيرات في رمضان، ثم بعد ذلك ترك.
لا تكن مثله، وإنما كُن على ما كان عليه النبي ﷺ. كُن على الصلاة مُحافظا، وكُن للمساجد مُعمّرا، وكُن على قيام الليل مداوما، وكُن للقرآن تاليا، وكُن في جوف الليل باكيا مستغفرا، وأرِ الله ﷻ من نفسك خيرا؛ فإن ثبت على الطاعة وداومت فأبشر بالقبول منك. وإن رأيت من نفسك كسلا أو إعراضا عن طاعة الله ﷻ؛ فعزاءك، وجبر الله ﷻ مصيبتك.
واحذر، فإن الله ﷻ قال في أقوامٍ ﴿وَلَكِن كَرِهَ اللَّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾.
ذكر أقواما كره الله انبعاثهم، كره الله أن يقوموا بين يديه، كره الله أن يُقبِلوا بالطاعة عليه، كره الله أن يسارعوا إلى مرضاته؛ ﴿فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ﴾. فلم يوفقهم لطاعة، ولم يُعينهم على خير، لأنهم هم لا يريدون ذلك. ولو علم الله فيهم خيرا لأعانهم، ولو علم فيهم خيرا لوفَّقهم، ولو علم فيهم خيرًا لشرح صدورهم.
فأظهر لله طاعة، وأحْدِث لله توبة، وأقبِل على الله؛ والله ﷻ يعينك.
يا عبد الله؛ إن كنت قصرت في رمضان =وكلنا ذلك العبد المُقَصر= فلا تحزن. إن كان رمضان رحل عنا فأنت ما زِلت حيا، ما زلت مع الأحياء، ما زالت لك فسحة، وما زالت لك فرصة تنقضي بالموت. والعمل الصالح لا ينتهي إلا بالموت.
فداوم واثبت على طاعة ربك وأرِ الله ﷻ من نفسك خيرا. سائِلا رب جل في علاه، أن يجعلني وإياكم من عباده المقبولين.
وهنا أيضًا لا تفوتكم: خطبة يوم عيد الفطر المبارك «جاهزة بالعناصر والفقرات والدعاء»
الدعاء
- اللهم تقبل منا صيامنا، اللهم تقبل منا قيامنا، اللهم تقبل منا أعمالنا.
- اللهم اجعل رمضان شاهدا لنا، ولا تجعل رمضان شاهدا علينا، واجعل رمضان حجة لنا، ولا تجعل رمضان حجة علينا.
- لا تجعل حظنا من صيامنا جوعا وعطشا، ولا تجعل حظنا من قيامنا تعبا وسهرا.
- اللهم لا ترد علينا صيامنا، ولا ترد علينا قيامنا، ولا ترد علينا أعمالنا.
- اللهم اجعلنا ممن رحمتهم، واجعلنا ممن غفرت لهم، واجعلنا ممن عفوت عنهم، واجعلنا ممن أعتقت من النار رقابهم.
- اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات، والمؤمنين والمؤمنات؛ الأحياء منهم والأموات.
- اللهم إنا نسألك الثبات على الطاعة، ونسألك الدوام على العبادة.
- اللهم يا مُقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك، ويا مُصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك.
- اللهم خذ بأيدينا إليك، وأقبل بقلوبنا عليك.
- اللهم ارفع عنا الغلاء، وارفع عنا البلاء، وارفع عنا الشقاء. اللهم احفظنا من مكر الأعداء، واحفظنا من كل فتنة وبلاء، اللهم اجعلنا أمنا أمانا سخاء رخاء، وسائر بلاد المسلمين.
- اللهم أدِم علينا أمننا، وأدِم علينا إسلامنا، وأدِم علينا عزنا، واجعلنا أمنا أمانا، سخاء رخاء.
- اللهم توفنا وأنت راضٍ عنا، وأحسِن خاتمتنا، واجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله، ﷺ.
وندعوكم أيضًا للاطلاع على: ٩ خطب عن شهر رمضان جاهزة للاطلاع والطباعة والتحميل.. مكتوبة، مؤثرة، حصرية
خطبة ماذا بعد رمضان
- الخطبة: مكتوبة ومشكولة الآيات.
- ألقاها: فضيلة الشيخ هاني مصطفى نجم -حفظه الله وبارَك فيه-.
- أفضل وقت لها: أول جمعة بعد شهر رمضان.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام وصالح الأعمال
أعجبتني خطبة *ماذا بعد رمضان *وأريد منكم لو تكرمتم نسخة منها على بريدي الالكتروني djallalbenkahila@gmail.com وجزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته… أعجبتني الخطبة، واطلب السماح من فضيلتكم بإلقاء هذه الخطبة بمسجدنا وبلغتنا في هذه الجمعة المباركة في أول شوال وجزاكم الله خيرا مباركا فيه
لك هذا إمامنا الفاضل.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تقبل الله منا ومنكم صالح الاعمال . الخطبة رائعةجدا،نريد منكم نسخه على الايميل لوتكرمتو.
الخطبة متوفرة هاهُنا إمامنا الفاضل، كما تُحِب.
جزاكم الله كل خير خطبة راءعة
وجزاك؛
سعدنا بأن الخطبة نالت استحسان فضيلتكم.