الجمال أم الصفات الجيدة: أيهما أهم في اختيار شريك الحياة؟

الجمال أم الصفات الجيدة: أيهما أهم في اختيار شريك الحياة؟

«مراد» يسأل: مشكلتي أنني وجدت فتاة جيدة لأتزوجها ولكنها ليست جميلة، فقلت لنفسي: إنني أستطيع أن أجد أخرى مناسبة وجميلة. ما هو رأيكم؟ وأشكر تعاونكم.

الإجابـة

الأخ الكريم، يمكن أن نكتفي بتكرار الكلام عن جمال الروح والجسد والمفاضلة بينهما، ولكن من خلال خبرتي في هذه الصفحة نقول لك: ليس عيبًا أن تبحث عن فتاة جميلة ترتبط بها وربما يكون هذا هو شرطك الأول والأساسي، ولكن يجب أن تعلم أنك لن تحصل على الفتاة الكاملة في كل شيء.. فأنت شخصيًا لست بالإنسان الكامل الذي توجد به كل الصفات التي تتمناها كل فتاة.. والمسألة ببساطة هو أن تدرك أن كل فتاة ستراها ستجد فيها نقصًا ما ..

وما يجب عليك تحديده بوضوح ودقة هو ما هو النقص الذي تستطيع أن تتعايش معه، وتدرك وأنت تختارها أنها ناقصة في أمور.. لكن هذه الأمور تستطيع التعامل معها وتتحملها أو محاولة تغييرها.. وهو أمر مختلف من شخص إلى آخر، ولا يستطيع أحد تحديده سواك هل هو الشكل؟! هل هو المستوى العلمي!! أم الاجتماعي أم الاقتصادي هل هو درجة التدين.. هل …… هل ……..

ولابد أن تحدد أي الأشياء ستصنعه أولاً، وأيها ثانيًا، وأيها ستجعله في المرتبة الأخيرة من اهتماماتك، وتقبل فيه الحد الأدنى، وما هو الحد الأدنى في وجهة نظرك؟!! هذه كلها تساؤلات هامة وأساسية.

إن الزواج هو شراكة الحياة، فلا بد أن تكون الأمور واضحة ومحددة فيه من البداية.. ولا ذنب للفتاة في كونك لم تستطيع تحديد اختيارك.. إن مشاكل كثيرة وردت إلى صفحتنا بسبب هذه النقطة؛ فالبعض بعد عقد زواجه يشكو من امتلاء زوجته وهو يريدها نحيفة!!، ومن نحافتها وهو يريدها ممتلئة، أو من طولها وهو يريدها قصيرة وهكذا وكأنه لم يرها وهو يختارها أو وهو يرتبط بها.. المشكلة أنه رآها وتصور أنه سيستطيع التغلب على هذا الأمر، ولكن عندما ذهبت السكرة وجاءت الفكرة أفاق صاحبنا وبعث يبحث عن كيفية تطويل زوجته أو تقصيرها، أو تضخيمها أو تصغيرها!!

وما عليك فعله باختصار هو أن تجلس مع نفسك جلسة صريحة وتحدد ما تريده في فتاة أحلامك، وترتب أولوياتك وما هو الذي يمكنك التغاضي عنه، وما لا يمكنك التغاضي عنه، ثم ضع فتاتك هذه على هذا المقياس الثابت الذي وضعته بنفسك ولنفسك، وانظر للمسألة بصورة شاملة، واحسم اختيارك.

وأدعو الله أن يوفقك ولا تنس صلاة الاستخارة، واعلم في النهاية أن جمال الروح وجمال الطباع ينعكس على الجسد فيجعله جميلاً، أما جمال الجسد فلا يغني إذا ساءت الروح أو الطباع .. ورب ملكة جمال لا يطيق زوجها أن ينظر إليها لسوء أخلاقها وطباعها، والنفس تحب ألوان الجمال جميعًا المادي والروحي، فانظر إلى هذه وغيرها بتوازن، واختر لقلبك ولدينك ولأولادك.. والله الموفق.

⇐ هنا أيضًا نجد مقترحات لنقرأها:

⇐ أجابها: عمرو أبو خليل

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

error:
Scroll to Top