النّجاح هو أن يحقق الإنسان مراده ويصل إلى هدفه بعد المثابرة والجهد، كما يثمر النبت أطيب الثمر بعد طول عناية وانتظار، إذ لا بد من الصبر وبذل الجهد لتحقيق النجاح، فالنجاح كنزٌ غالٍ لا يستطيع الفوز به إلّا كل طموح ذي إرادة، والنجاح ثمر حلو المذاق يستحق أن نبذل لأجله الغالي والنفيس.
ويقول أينشتاين: “الجنون هو أن يظل الإنسان يكرر نفس العمل مراراً وتكراراً، ومع ذلك يتوقع أن تتغير حياته”، وهذا أمر صحيح؛ حيث تشير “رندا عازر” إلى أنه إذا أردنا أن نحصل على نتائج جديدة، فلابد من تجربة أمور مختلفة، بسلوك وتفكير جديد، ومختلف.
قواعد وأساسيات تحقيق النجاح
هناك مجموعة من المبادئ، أو القواعد الأساسية التي يمكن اتباعها حتى نصل إلى ما نريد، ونحقق آمالنا، منها:
- تحمل ١٠٠٪ مسؤولية تغيير حياتك: حيث يجب أن ندرك أن التغيير هو مسؤوليتنا نحن، فكثيراً ما نضيع الوقت ونحن نلوم الغير، أو نلوم كل شيء آخر من طقس، ظروف محيطة، اقتصاد البلاد، الحكومة، وحتى الحياة، وكل شيء آخر إلا ذاتنا.
فالناس الناجحين بلا شك لديهم درجة عالية من تحمل المسؤولية، ولا يعيشون حياتهم في حالة من التذمّر والشكوى بشكل دائم؛ حيث أن الشكوى تعتبر بمثابة اعتراف ضمني بأنك ضحية، وهذا يُعني أنك ليس لديك دور بالحل، وليس لك دور في عملية التغيير، أو بمعنى آخر يحدث لك ما يحدث في هذه الحياة دون أن يكون لك دوراً في تحمل أي جزء منه، وهذا لا يعتبر من سمات الناجحين بأي شكل من الأشكال.
ومن الجدير بالذكر أن التذمر والشكوى، والقاء اللوم على الآخرين فقط دون تحمل المسؤولية يجعل الوقت يمضي دون إحداث أي تغيير، وبالتالي لا يؤدي إلى النجاح.
- التفاؤل والأمل بشكل دائم وحسن الظن بما هو سيأتي، وكذلك أن نتأكد دائماً أننا محظوظون، وحتى وإن حدث شيء لا نفضله على سبيل المثال لابد وأن ندرك أن هناك أمر ما يستحق أن ندعمه، ونقويه، ونُحسن من مهاراتها فيه، فهذا لا يُعني الفشل ولا يدعو إلى الإحباط؛ حيث أنه يجب أن ندرك أنه في كل موقف نخفق فيه في هذه الحياة يستحق التأمل والتفكير؛ وذلك لتحديد سبب الخلل أو السبب الذي دفعنا لعدم النجاح، ومن ثم نحاول تعديله، لنحصل على النتيجة التي نريدها.
ومن الجدير بالذكر أنه دائماً كل فكرة في بالنا تولد شعور، وهذا الشعور يولد سلوك، وهذا السلوك يولد نتائج، وبالتالي لابد وأن نركز على أفكارنا، فهناك العديد من الأمور في هذه الحياة لا يمكن التحكم فيها مثل الاقتصاد، الوضع السياسي، وغيرها، ولكن يجب أن نعرف أن ما نتحكم فيه حقيقة هو ردود أفعالنا تجاه هذه الأمور، وأفكارنا عن ذاتنا؛ حتى نستطيع أن نحقق ذواتنا ونحقق ما نريد بالرغم من لك هذه الصعوبات.
ومن المهم أن نتذكر دوماً أن الحياة لا تكون وردية أبداً لأي شخص؛ حيث أن جميع الناجحين كانت لديهم عقبات واضحة وكبيرة في حياتهم، وتحديات واجهوها حتى يصلون إلى ما يريدون، بل أنهم استغلوا تلك العقبات كأساليب للتعلم.
- آمن بنفسك قبل أن تقوم بعمل أي شيء: فيجب أن تؤمن بنفسك بأنك ستستطيع أن تفعل ما تقوم به، وتنجح فيه، بل وتحقق أعلى الدرجات فيه، كما ويجب أن نحاول أن يكون لدينا من المرونة ما يجعلنا نتقبل ذاتنا، ونتقبل الحياة كما هي، بكل ما نحققه فيها من نجاح، وكذلك بكل ما نواجه فيها من فشل، وإخفاق.
ومن أهم الأمور التي تزيد من ثقتنا بأنفسنا هي تلك الأفكار التي نجعلها في بالنا دائماً تجاه أنفسنا، فكلما كانت هذه الأفكار جيدة كلما شعرنا بأننا أشخاص جيدون قادرين على تحقيق النجاح، والعكس صحيح فكلما كانت متدنية كلما قل لدينا الحماس لإنجاز أي شيء مهما كان بسيطاً.
ويجب علينا أن نحاول دائماً أن نكون على أتم الاستعداد لاقتناص الفرص؛ حيث يجب أن يكون لدينا المهارة، المعرفة، والخبرة للوصول إلى تلك الفرص المتاحة، فالفرص كما يقال لا تنتظر أحد.
وتجدر الإشارة بأن كل شخص في هذه الحياة لديه مهارة ما، أو موهبة ما تختلف عن تلك التي لدى الآخرين، مثل البصمة تماماً؛ لذلك فيجب أن نوظف تلك المواهب والمميزات التي لدينا، وصفاتنا الإيجابية؛ لتزيد الصورة الذاتية لدينا إيجابية؛ وذلك حتى نستطيع أن نبدع ونتميز، ونحقق ما نريد.
وفي النهاية يجب أن نعرف أن كل ما نبذل جهد فيه دون أن نشعر بالسعادة يعتبر بمثابة إشارة بأنه ليس هو المكان الصحيح، ولكن يجب أن لا نتهور ونتركه الآن، بل يجب أن نبحث عن ما نستطيع أن نحقق فيه ذاتنا الحقيقية، وأن نبذل فيه جهدنا بالحب والعطاء والسعادة.