عرف البروفسور ” ماركوس مورير ” أخصائي الأمراض الجلدية في مستشفى شاريتيه الجامعي في برلين والذي يهتم منذ سنوات ببحوث الشرى المعروفة أيضا باسم الأرتيكاريا، عرف الأرتيكاريا بأنها مرض خطير يتسبب في تدهور نوعية الحياة ويمكن أن يؤدي إلى الوفاة.
بشرتنا تتحمل عادةً أن نضغط عليها أو عندما تكون الحرارة مرتفعة ولا تتشكل فقاعات عليها، فلماذا يكون رد فعل البشرة مفرطاً عند البعض؟
رد البروفسور” ماركوس مورير ” قائلاً أن المشكلة لدى مرضى الشرى هي بشرتهم ذات الحساسية المفرطة ووجود خلايا معينة في بشرتهم ذات رد فعل مفرط تجاه المُحرضات، وهذه المُحرضات تكون فقط ضوء الشمس أو البرودة أو الحرارة أو الضغط، هؤلاء المرضى يعانون من الشرى المزمن وهذا المرض صعب وغير نادر ولكنه قابل للعلاج.
ما الخطأ الذي يحدث في البشرة؟
وضح بروفسور “مورير” أن البشرة بها ما يسمى الخلايا البدينة، وهذه الخلايا تحمينا من المحرضات الخارجية ومن العدوى عادةً، لكن لدى مرضى الشرى خطأ ما يحدث بحيث أن هذه الخلايا لا تفهم أنها يجب عليها حمايتنا وإنما تسبب لنا الأذى من خلال تعاملها مع المُحرضات الغير ضارة كالضغط والبرودة لأنها اعتداءات خطيرة وعندها تقوم برد فعل إلتهابي.
نعرف من معلوماتنا عن الحساسية أن نظام المناعة يتفاعل بشكل مُفرط مع المواد الغريبة ويقوم بمهاجمة الجسم كله، ولكن هل الشرى هو شكل من أشكال الحساسية؟
قال البروفسور ” ماركوس ” أن الشبه بينهما كبير، مرضى الشرى يذهبون إلى أخصائي الحساسية وهو خبير أيضاً في هذا المرض ويحصلون على أدوية مضادة، ومن النظرة الأولى يبدو وكأنه حساسية ولكن عند البحث بشكل أعمق نجد من الناحية الطبية أن ما يعاني منه مرضى الشرى المزمن ليس حساسية، وهنا لا يكون نظام المناعة في جسمنا صاحب الدور الرئيسي وإنما هو رد الفعل المُفرط لخلايا البشرة , إذاً هناك تشابه لكن الأمر مختلفاً فعلياً.
الخلايا البدينة أو الصارية الموجودة في البشرة هي موجودة في كل أنحاء الجسم، فهل تكون هناك ردة فعل من جانب الأعضاء الأخرى أيضاً أم أن الأمر يقتصر فقط على البشرة؟
صحيح أن الخلايا البدينة موجودة في الأمعاء وفي مجرى التنفس أيضاً، لكن المشكلة لدى مرضى الشرى تظل مُقتصرة على البشرة فقط.
لكن مرضى الشرى يعانون كثيراً بسببه؟
رد بروفسور ” ماركوس مورير ” قائلاً أنه بالفعل من أسوء الأمراض الجلدية التي من الممكن أن تصيب الإنسان، والسيئ في الأمر أن هذه التهيجات الجلدية والأحمرارات التي تصيب المرضى تسبب حكة شديدة، ونوبات الحك هذه تسمح لهم بالنوم ولا تسمح لهم بالعمل أو التركيز وهذا ما يقيد كثيراً حياة المرضى ويضر بها بالإضافة إلى الانتفاخات التي تحدث، ولنتخيل أننا نستيقظ في الصباح وعيوننا منتفخة فإن هذا سيزعجنا طوال النهار وهذا ما يحدث لهؤلاء المرضى.
وعند حك المنطقة يحدث تهيج في البشرة ويسوء الوضع ولدى بعض المرضى نسمي هذا الوضع بالشرى المفتعل لأن حك البشرة هو خدشها يؤدي إلى تهيجات شديدة تسبب نوبات جديدة من الحك وتؤدي إلى خدش جديد للبشرة وإلى مشاكل جديدة.
هل تشخيص الشرى أمر صعب، ومتى يجب أن يذهب الشخص إلى الطبيب ويقول أنا مريض؟
عادةً يعرف جميع المرضى الذين يأتون إلينا شيئاً عن مرضهم وتشخيص المرض ليس بالأمر الصعب، الطفح والتهيجات تأتي عملياً مع الشرى فقط حتى لو كان هناك أمراض أخرى قد تبدو مشابهة، لذا فالسؤال ليس ما هي طبيعة المرض، ولكن هو كيف يمكننا التخلص منه وهذا الأمر يحتاج إلى أخصائي حساسية وأخصائي أمراض جلدية.